أيمن نوفل
تحديث الجمعه17/10/2008
كل شيء في المنزل موجود إلا رب الأسرة !! غيابه 5 شهور كان قاسيا على قلب إكرام (9 سنوات), قلب هذه الصغيرة ممزق على والدها ... مجرد ذكر اسمه يقود عينيها للنظر في الأرض أو التحليق في السماء كي تفتش عن لا شيء.أنيقة هي حجرة الجلوس لكنها حزينة, كتبه على الرفوف صامتة, جهاز الحاسوب مقفل منذ شهور, بقايا من دهن أصابعه على طابعة الورق... كل ذلك يؤكد أن غيابه قد طال ولا أحد يدري متى سينتهي .. .في السجون المصريةتحولت رحلة الذهاب إلى العريش إلى أقبية السجون المصرية "تجار-شباب حالمون-أطفال" باغتهم انحراف قطار الرحلة إلى السجون.في حجرة الضيافة تجلس زوجة الأسير أيمن نوفل المعتقل في السجون المصرية ملخصة قصة اعتقاله "سمعنا في البداية أنه محجوز لدى الأمن المصري قلنا أكيد سيخرج لكن الاعتقال امتد لأكثر من 5 شهور, باريت تصل عنه أخبار أو حتى نطمئن عليه مهما كان وضعه أو حالته".وكانت السلطات المصرية قد أفرجت قبل 3 شهور عن 34 معتقلاً فلسطينياً اتهموا بالدخول غير المشروع إلى مصر نهاية يناير الماضي بعد انهيار الحدود بين رفح ومصر ولم يبق من يومها إلا الأسير أيمن نوفل أحد قادة القسام والذي تتشبث به السلطات المصرية حتى هذه اللحظة !! .تعرض الأسير أيمن نوفل خلال رحلة الاعتقال للتعذيب الشديد ونقص وزنه وحسب من رآه من المعتقلين عشرات الكيلو جرامات وتبدلت ملامحه "أكثر شيء علمنا أنه تم تعذيبه بالكهرباء,عاش وضعاً يرثى له فلا طعام ولا غطاء للنوم". مقابل الزوجة تماما يجلس محمد شقيقه الأصغر، الذي أضاف بدوره أن الأمن المصري منعه من الوضوء والحمام وعلى بعد أمتار جلست والدته التي عللت تعذيبه قائلة "يحاولوا معرفة معلومات منه و يتهموه انه مسئول في القسام" .ينتظر الأسير أيمن 6 أطفال أصغرهم لا يتجاوز العام وزوجة إضافة إلى أسرة كبيرة حائرة تماما أمام مشكلة اعتقاله التي لم يفلح أحد في حلها حتى الآن.وعود ومماطلة"و أكدت زوجته أنها سألت عشرات المرات عن سبب اعتقاله لكنها كانت تعود دون إجابة قائلة:" يماطلون ولا مبرر قانوني ولا أخلاقي لتعذيبه, قالوا لوفد حركة حماس مؤخرا أنه سيعود قريبا !! " .وكانت قيادات من حركة حماس والحكومة في غزة قد بذلت جهودا كبيرة مع الجانب المصري من أجل الإفراج عن الأسير أيمن نوفل دون جدوى.وأضافت الزوجة "ذهبنا إلى سعيد صيام وزير الداخلية فقال لنا إن المصريين قالوا سيفرجون عنه, سألته ما تهمته؟ قال: يقولون لا تهمة له".وحسب زوجة أيمن فإن وفد حركة حماس زار مصر مؤخرا لكنه منع من زيارة أيمن قائلة:" طريقتهم بشعة ولم أتوقع منهم ذلك نحن نتألم من اليهود والأصل أن المصريين يخففوا عنا !! " .والد مفتقدلا يمل الأطفال من كثرة السؤال عن والدهم الغائب, نزهتهم معه ضاعت فلا أحد يسد مكانه ويصطحبهم إلى حيث يحبون "الأولاد يسألون عنه فغيابه له أثر كبير ووالده المريض متأثر والأولاد يسألوا دائما لماذا لم يعد حتى الآن".وتستمد والدة أيمن شجاعتها من حديث الزوجة لتضيف "هو ليل ونهار لا يغيب عني أتمنى أن أراه", وبحسب كلام زوجة أيمن فإن هناك بعض الأخبار ترددت عن ارتباط قضيته بموضوع الجندي الأسير شاليط ! وهي تنفي وجود أي مبرر ديني أو أخلاقي لاستمرار اعتقاله.مخلص هو لأبنائه وحنون على والديه كما وصفته زوجته لكن أكثر الأطفال تعلقا به هي إكرام, وصول الحديث إلى اسمها نبه الصغيرة لدورها في المشاركة, لست مضطرا لسماع الكثير من هذه الصغيرة فمظهرها يغني عن كثير من الجمل "أبي في السجون المصرية منذ 5 شهور, أطالب بالإفراج عنه... باريت يرجع لأنه طول كثير علينا".استفاقتها من حزنها لم تسعفها كي تحدد متى آخر مرة اصطحبها معه في إحدى جولاته... ما دفعها لأن تتكوم في صمتها الصغير من جديد.إعلاميا وحركياالتقصير كما ترى أسرة أيمن نوفل في جانبين مهمين, الإعلام وحماس وكما تقول الزوجة "وفد حماس مقصر في حقنا, قبل المرة الماضية وعدونا أنه سيخرج, كل مرة يذهبوا ويعودوا ولا يخرج... لا يجوز أن يذهب كل شيء والمصريون يماطلوا... " ,وتطالب زوجة الأسير أيمن قيادات حركة حماس بموقف قوي كي يعود أيمن إلى أهله وأطفاله في مخيم النصيرات .أما على صعيد الإعلام فترى أن قضيته لم تأخذ دورا فاعلاً وقد اختفى مجرد ذكر اسمه عقب الإفراج عن 34 معتقل فلسطيني قبل أشهر.في الممر المؤدي لبيت أيمن يجلس والده هاربا من حر الصيف وقد أقعده المرض يهون على نفسه بما وصله من أخبار عن قصة ذلك الضابط المصري الذي وعدهم خيرا فملوا وعوده "موعد وراء موعد ثم على الفاضي أين الوعود؟! لا يوجد مبرر لاستمرار اعتقاله كل من كانوا معه عادوا إلا هو, ذهبنا لمحمود الزهار وأيمن طه طالبناهم بالعمل على إخراجه" .وإلى اليوم لم تفلح جهود حركة حماس التي زارت مصر عدة مرات في مواضيع مختلفة في إنهاء موضوع واحد "مشكلة احتجاز أيمن نوفل دون مبرر", لقد اعتقل الرجل لدى الاحتلال عام 1991 أربعة أشهركما اعتقل عام 1997 لدى مخابرات السلطة 6 أشهر واليوم يبدو أن الاعتقال الثالث سيطول أكثر من مجموع ما سبق.إن التغييرات السياسية في قطاع غزة وتطور الموقف وصل قبل أيام إلى تهدئة اعتبرها كثيرون إنجازا ولو مرحليا لحركة حماس التي تعبت وضحت من خلف الشعب.إن ذات الحركة مدعوة الآن، وقد طال انتظار الأهل والأصدقاء، أن تعمل من أجل الإفراج عن الأسير أيمن نوفل أحد قادة الحركة ومجاهديها طالما أن التهمة لدى المصريين غائبة في كل مرة.
تحديث